رواية واقعية من بضعٍ وعشرين فصلاً كُتِبَت لِلقارِئِ المُعاصِربيروت الصّاخبةُ قُبَيلَ الحربِ الأولى، تَجْتَذِبُ فيمن تجتذبه شابًّا قرويًّا بسيطًا من كَنَفِ أمٍّ شديدةِ الحِرْص، ومِن ملاذِ قريةٍ آمنة، إلى خِضَمّ الحرب الأولى وتعقيدات أحداثها، ليتقاذفه الزّمن بين قُسوةِ استجوابات رجالِ أمنٍ وحنانٍ يأتيهِ من حيثُ لا يتوّقع، وبين سنوات في زنزانة مظلمة وحلم بالخلاص ... وبين آمال وخيبة.ليــــــلاً فـــي الشـــارع الثّـــالـــث هي قصّة أولئك الّذين لا خيار لهم سوى الصمود وسط فوضى التّاريخ. شـخـصـيّاتـها من صميم المجتمع اللّبناني، وحـبـكـتهـا مستمدّة من معاناة ذلك المجتمع خلال الرّبع الأول من القرن العشرين."كلّ مصابيح اللّيل مطفأة، والظلّام يلفّ المدينة كثوب حداد فضفاض ... ولا يُسمع إلّا نباح بعض كلاب ضالّة في الشّوارع والأزقّة المعتمة ... مختلطاً بعويل الرّيح الشتويّة ... يا إلهي كيف أصبح وطني خرابًا!".بيروت منكوبة ... هناك من يسكنون الزوايا المظلمة في الشّوارع، وأيديهم ممدودة إلى الأمام وعيونهم جاحظة تَشخص ولا ترى. ... يقترب من البوّابة بحذر وببطء ... يسمع صلصلة جنازير ...